كتاب: مجمع الأمثال **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **


3410- لَمَّا اسْتَدُّ سَاعِدُهُ رَمَانِي

يضرب لمن يسىء إليك وقد أحسنت إليه قَال الشاعر‏:‏

فَيَا عَجَباً لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً *ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ

أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ * فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني

وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي * فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني

أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ * فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني

3411- لَيْسَ للأمُورِ بِصاَحِبٍ مَنْ لَمْ يَنْظُرْ في العَوَاقِبِ

قَال حمزة‏:‏ قَاله ابن ضَمْرة للنعمان بن المنذر حين سأله عن أشياء، وهذا كما يُقَال ‏"‏النَّظَرُ في العواقب تلقيح للعقول ‏"‏ ‏(‏انظر المثل 3355‏)‏

وقَال أبو عبيد‏:‏ قَاله الصَّعْبُ بن عمرو النَّهْدِيُّ ‏[‏ص 201‏]‏

3412- لِكُلِّ جَيْشٍ عَرَاةٌ وَعَرامٌ

أي فَسَاد وشر

3413- لَيْسَ لِلحاَسِدِ إلاّما حَسَدَ

أي لا يحصل على شَيء إلا على الحسد فقط، و‏"‏ما‏"‏ مع الفعل مصدر، كأنه قيل‏:‏ ليس للحاسد إلا حَسَدُه

3414- لم أجِد ْلَكَ مَخْتَلاً

أي خَتْلاً، يعني ترفَّقْتُ بك وخَتَلْتُ بك فلم تمكني من حاجتي، فجَاهَرْتُكَ حتى أدركت ما أردت، وهذا كقولكم ‏"‏مجاهرة إذا لم أجد مَخْتَلاً‏"‏

3415- لِكُلِّ جَابِهٍ جَوْزَةٌ، ثُمَّ يُؤَذَّنُ

يُقَال‏:‏ جَبَهْتُ الماء جَبَهْاً، إذا وردَته، وليس عليه أداته ولا دلاؤه، والجَوْزَة‏:‏ السَّقْية، ولا فعل منه في الثلاثي، والْجَوَاز‏:‏ الماء الذي تُسْقَاه الماشية، يُقَال‏:‏ اسْتَجَزْتَه فأجازني، إذا سَقَاك ماء لأرضك أو ماشيتك، وقولهم ‏"‏ثم يؤذَّن ‏"‏ يُقَال‏:‏ أذَّنْتُه تأذينا، أي رَدَدْتَه، وتلخيص المعنى لكل مَنْ ورد علينا سَقْية ثم يُمْنَع من الماء ويُرَدُّ

يضرب للنازل يُطيل الإقامة

3416- لَئِنِ الْتَقَي رُوعِي وَرُوعُكَ لتَنْدَمَنَّ

يضرب للمتهِّدد، والرُّوع‏:‏ القلب، أي إن التقى قلبي وقلبُكَ في تدبير أمر لتندمَنَّ على مقارنتي؛ لأنك تجدني أَعْدَلَ منك وأقدر على دفع شرك‏.‏

3417- لأََنْ يَشْبَعَ واحِدٌ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَجُوعَ اثنَان

3418- لَيْسَ المَزَ كْزكُ بأَنْيَئِهِنَّ

أصله أن بعض الأعراب أصاب فراخَ المُكَّاء ‏(‏الماء - كرمان - طائر، ويجمع على مكاكى‏)‏ فدَفَنَها في رَمَادٍ سُخْن، وجعل يخرجهن ويأكلهن، فنهض واحد منها حيَّا، فعَدَا خلفه، فأخذه وجعل يأكل، فَقَال له صاحبه‏:‏ إنه نيء، فَقَال‏:‏ ليس المزكْزَكُ بأنْيَئِهِنَّ‏.‏ يضرب في تساوي القوم في الشر

والمزكزك‏:‏ من قولهم ‏"‏زَكَّ الدَّرَّاجُ ‏"‏ وهو مثل ‏"‏زّافّ الحمام ‏"‏ و ذلك إذا تبختر حول الحمام واستدار عليها ساحباً ذناباه، ويقَال ‏"‏لحم نىِءٌ ‏"‏على وزن نيعٍ بيِّنُ النُّيُوأة، وناء اللحم يَنِىء نَيْأً، وكذلك نَهِؤ اللحم ونَهِىءَ نُهُوأة، إذا لم ينضج ‏[‏ص 202‏]‏

3419- أَلْقَي عَلَى الشَّيءِ أرْوَاقَهُ

إذا حَرَصَ عليه وأَحَبَّهُ حبًّا شديداً، وهذا كما قَالوا ‏"‏ألقى عليه شَرَاِشرَهُ ‏"‏

3420- أُلْقِيَ عَلَيْهِ بحُباَلَتِهِ وَأََوْقِه

أي ثقله، ويقَال‏:‏ أَوَّقتُه تأويقاً، أي حملته المشقَّةَ والمكروه

3421- الُّلقَمُ تُورِثِ النِّقَم

يضرب في ذم الارتشاء يعني نقم الله تعالى، ويجوز أن يريد نقم الراشي إذا لم يأتِ الأمرُ على مُرَاده

3422- لِكُلِّ غَدٍ طَعَامٌ

يضرب في التوكُّلِ على فضل الله عز وجل

3423- لِكُلِّ دهرٍ رجالٌ

هذا من قول بعضهم‏:‏ لكل مَقَامٍ مَقَال، ولكل دهرٍ رجالٌ

3424- لِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ

المَصْرَع‏:‏ يكون مَصْدراً، ويكون موضع الصَّرْعِ والمعنى لكل حَىٍّ مَوْتٌ

3425- لِكُلِّ عُودٍ عَصَارَةٌ

العُصَارَةٌ‏:‏ ما يخرُجُُ من الشَيء إذا عُصر، إن حُلْواً فحلو، وإن مُرًّا فمر، أي لكل ظاهرٍ باطنٌ

3426- لَزَّ القَتَبَ

أي عَضَّه‏.‏ يضرب لمن لزمته الحجةُ، ومنه ‏"‏فلانٌ لِزَازُ خَصْم ‏"‏ ‏(‏يُقَال ‏"‏فلان لزاز خصومة ‏"‏ بزنة كتاب - إذا كان موكلا بها لازماً لها قادراً عليها‏.‏‏)‏

3427- لَوْ غَيْرُ ذَاتِ سِوَارٍ لَطَمَتْني

‏(‏انظر المثل 3227 ‏"‏لو ذات سوار لطمتني‏"‏‏)‏ يَرْوِي الأَصمَعي المثلَ على هذا الوجه، وذلك أن حاتماً الطائي مَرَّ ببلاد عَنَزَةَ في بعض الأشهر الحُرُم، فناداه أسير لهم يا أبا سَفَّانة أكَلَني الإسارُ والقمل، فقال‏:‏ ويْحَكَ‏!‏ أسأتَ إذا نَوَّهْتَ باسمي في غير بلاد قومي، فساوَمَ القومَ به، ثم قَال‏:‏ أطْلِقُوه واجعلوا يَدي في القد مكانه، ففعلوا، فجاءته امرَأة بغير ليَفْصِدَهُ فقام فنَحَره، فلطَمَتْ وَجْهَه، فَقَال‏:‏ لو غَيْرُ ذاتِ سِوَارٍ لطمتني، يعنى أنى لا أقتصّ من النساء، فعُرِفَ، ففَدَى نفسه فداء عظيما‏.‏

3428- لَقِتُهُ عِدَادَ الثُّرَيَّا

أي مرةً في الشهر، وذلك لأن القمر ينزل الثريا في كل شهر مرة، والعِدَاد‏:‏ ما يُعَادُّ الإنسان لوقتٍ من وَجَعَ أو غير ذلك

3429- لَقَدْ بُلِيْتَ بِغَيْرِ أعْزَلَ

أي قُيِّضَ لك قِرْنُكَ، وهذا يقرب من قولهم ‏"‏رميت بحَجَرِ الأرض‏"‏ ‏[‏ص 203‏]‏

3430- لَمْ يُشْطِطْ مَنِ انْتَقَمَ

هذا منتزع من قوله تعالى ‏{‏ولَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظلمه فأولئك ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ‏}

3431- لَمْ يُخْبَأ لِلدَّهْرِ شَيء إلا أَكَلَهُ

يعنى أن الدهر يُفْنِي كلَّ شَيء، ولا يسامح أحداً من بنيه‏.‏

3432- لَكَ العُتْبَى وَلاَ أَعُودُ

العُتْبَى‏:‏ اسم من الإعتاب، يُقَال ‏"‏أعْتَبَهُ‏"‏ أي أزالَ عَتْبه، وهو أن يُرضِيه، أي لك من أن أرضيك ولا أعود إلى ما يُسْخِطُكَ، يقوله التائب المعتذر‏.‏

3433- لِكِلِّ قَضَاءٍ جَالِبٌ، ولِكُلِّ دَرٍّ حالِبٌ‏.‏

3434- لَقَدْ تَنَوَّق في مَكْرُوهِهِ القَدَر

التَّنَوقُ‏:‏ النظر في الشَيء بِنيِقَةٍ، وبعضهم ينكر تنوق ويقول‏:‏ الصحيح تأنَّقَ‏.‏

يضرب لمن بُولِغ في إيذائه‏.‏

3435- لَقَدْ اسْتَبْطَنْتُمْ بأشْهَبَ بازِلٍ

قَاله العباسُ بن عبد المطلب رضي الله عنه لأهل مكة، أي بُليتم بأمرٍ صَعْبٍ مشهور، كالبيعير الأشْهَبِ البازِلِ وهو الأبيض القَوِىُّ، والباء في ‏"‏بأشهب‏"‏ زائدة، يُقَال‏:‏ اسْتَبطَنتُ الشَيء، إذا أخفَيْتَهُ‏.‏

3436- لَكَ العُتْبَى بأن لاَ رَضِيْتَ

هذا إذا لم يُرد الإعتاب، يقول‏:‏ أعْتِبُك بخلاف ما تَهْوَى، قَال بشر‏:‏

غَضِبَتْ تميمٌ أن تقتل عامر * يَوْمَ النِّسَارِ فأعْتِبُوا بالصَّيْلَمِ

أي أعتبناهم بالسيف والقتل، والباء في ‏"‏بأن لارضيت‏"‏ تقديره إعتابي إياك بقولي لك‏:‏ لا رضيت، عَلَى وجه الدعاء، أي أبدا

3437- ألْقَى الكَلاَمَ عَلَى رُسَيْلاَتِهِ

يضرب للرجل المِهْذَار يتهاوَنُ بما يقول، ورُسَيْلاَتُ‏:‏ جمع رُسَيْلة، وهي تصغير رَسْلَة، يُقَال‏:‏ ناقة رَسْلَة؛ إذا كانت سهلَةَ السير تمشى هَوْناً، ويجوز أن يكون تصغير رِسْلَة - بكسر الراء - يُقَال‏:‏ في فلان رِسْلَة أي توان وكسل، ومنه قولهم ‏"‏على رِسْلِكَ‏"‏

3438- لولاَ جِلاَدِى غُنِمَ تِلاَدِى

أي‏:‏ لولا مُدافعتى عن مالى سُلِب وأخذ

3439- لَيْتَ حَفْصَةَ مِنْ رِجَالِ أمِّ عَاصِمٍ‏.‏

هذا من أمثال أهل المدينة‏.‏

وأصله أن عمر رضي الله عنه مر بسُوق ‏[‏ص 204‏]‏ الليل وهي من أسواق المدينة، فرأى امرَأةً معها لبن تبيعه، ومعها بنت لها شابة، وقد همت العجوز أن تَمْذُقَ لبَنَهَا، فجعلت الشابة تقول‏:‏ يا أمه، لا تَمْذُقيه ولا تَغُشيِّه، فوقفَ عليها عمر فَقَال‏:‏ مَنْ هذه منك‏؟‏ قَالت‏:‏ ابنتى، فأمر عاصماً فتزوجها، فولدت له أم عاصم وحفصة، فتزوج عبد العزيز بن مَرَوَان أم عاصم، فكانت حَسَنة العِشْرة لينة الجانب محبوبة عند أحمائها، فولدت له عمر، فلما ماتت خلف على حفصة، فكانت سيئة الخلق تؤذى أحماءها، فسئل مخنَّثٌ من موالى مروان عن حفصة وأم عاصم، فَقَال‏:‏ ليت حَفْصَة من رجال أم عاصم، فذهبت مَثَلاً‏.‏

يضرب في تفضيل بعض الخلق على بعضٍ‏.‏

3440- لَيْسَ القُدَامى كالخَوَافِى

القُدَامى‏:‏ المتقدم من ريِشِ الجَنَاح، والخَوَافِى‏:‏ ما خَفِى خلف القُدَامى‏.‏

يضرب عند التفضيل، قَال رُؤْبة‏:‏

خلقت من جَنَاحِكَ الغُدَافِ * مِنَ القُدَامى لاَ مِنَ الخَوَافِي

وقَال آخر‏:‏

لَيْسَ قُدَامى النَّسْرِ كالخَوَافى * وَلاَ تَوَالِى الخَيْلِ كالهَوَادِى

توالى الخيل‏:‏ أعجَازُها، وهواديها‏:‏ أعْنَاقُها، يجوز أن يراد بالتوالى التوابع وبالهوادى المتقدمات

3441- لَيَغْلِبَنَّ خَلَقى جَديدَكِ

يريد ليغلبنَّ كبرى شبابِكَ، وذلك أن رجلا شاخَ وله امرَأة شابة، وكانت تتثاقل عن خَدِمَته، فَقَال‏:‏

هَلُمَّ حبىَّ وَدَعِى تَعْدِيدَكِ * لَيَغْلِبِنَّ خَلْقِى جَدِيدَكِ

يعنى كبرى شبابَكِ في الباه

3442- لَحَفَنِى فَضْلَ لِحَافِهِ

يضرب لمن يُعْطِيك فَضْلَ زاده وعطائه

3443- لأَضَعَنَّ عَنْكَ دَيْنِى

يضرب عند التخويف بالهجران، وأنشد ثعلب‏:‏

أَيَا بُئنَ رَنْقَ المَاءِ لاَ تَطْعَمِنَّهُ * وَلِلْمَاءِ رَنْقٌ يُتْقَى وَنُقُوعُ

وإنْ غَلَبَتْكِ النَّفْس إلاَّ وُرُودَهُ * فَدَيْنِى إذاً يا بُثْنَ عَنْكِ وَضِيعُ

3444- لَوْ كُويتُ عَلَى دَاءٍ لَمْ أَكْرَهْ

يعنى لو عوتِبْتُ على ذنبٍ ما امتعضت

3445- لَيْسَ أَمِيرُ القَوْمِ بِالخِبِّ الخَدِعِ

يعنى أن أمير القوم ورئيسهم لا ينبغى ‏[‏ص 205‏]‏ له أن يخبَّ على أصحابه ويخْدَعهم، ويروى ‏"‏ليس أمينُ القومِ‏"‏

3446- لَقِيَ فُلاَنٌ وَيْساً

أي لقى ما يريد، قَال‏:‏

‏[‏وَ‏]‏ لَقِيْتْ مِنَ النِّكَاحِ وَيْسَا*

‏(‏أنشد في اللسان ‏(‏وىس‏)‏ عن ابن الأعرابي، وقبله‏:‏ عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا*‏)‏

أي ما أرادت

قَال الخليل‏:‏ لم يسمع على هذا البناء إلا وَيْح ووَيْس ووَيهْ ووَيْل‏.‏

قلت‏:‏ وقد قَالوا وَيب وَوَيك أيضاً، وكلها متقارب في المعنى، إلا وَيْح ووَيْس فإنها كلمتا رأفةٍ واستعجابٍ‏.‏

3447- لَسْتُ بِعَمِّكِ ولاَ خَالِكِ، وَلكِنِّي بَعْلُكِ

قَالها رجل لأمرته لما دخل عليها، وذلك أنها قَالت‏:‏ ياعمَّاه ارفق، تردُّهُ بذلك عن نفسها‏.‏

3448- لَمْ يَجُرْ سَالِكُ القَصْدِ، ولَمْ يَعْمَ قَاصِدُ الحقّ

أي من سَلَكَ سَوَاء السبيل لم يحتجْ إلى أن يجوز عنه

3449- لَوَى عنْهُ عِذَارَهُ

يضرب لمن يَعْصِيك بعد الطاعة

3450- أَلْحِقِ الحِسِّ بالإسِّ

قَال ابن الأعرابي‏:‏ الحِسُّ الشر، والإسُّ الأصل، معناه ألحق الشر بأهله، قَال الأزهري‏:‏ الحَسُّ والأس بالفتح، وقَال الجوهري‏:‏ بالكسر

3451- لَيْسَ لِى حَشَفَةٌ وَلاَ خَدِرَةٌ

الحشَفَة‏:‏ اليابسة، والخَدِرَة‏:‏ التي تقع من النخلة قبل أن تنضج‏.‏

يضرب في الإنكار لثبوت الشَيء

ويجوز أن يريد بالخَدِرَة الندية ليكون بإزاء اليابسة، يُقَال‏:‏ يوم خَدِر‏.‏ وليلة خدرة، أي ندٍ ونَدِية‏.‏

3452- لَئنِ انْتَحَيْتُ عَلَيْكَ فإنَّى أَرَاكَ يتَخَرَّمُ زَنْدُكَ

وذلك أن الزَّنْدَ إذا تحزَّم لم يُورِ به القادحُ، وتَخَرُّمُه‏:‏ أن يظهر فيه خروق، ومنه ‏"‏الخَوْرَمُ‏"‏ لصخرة فيها خروق، أراد أنه لا خير فيه كالزَّنْدِ المتخرِّمِ لا نَارَ فيه

3453- لَقَى هِنْدَ الأحَامِسِ

أي مات، وهذا اسم من أسماء الموت، قَال سنان بن جابر‏:‏ ‏[‏ص 206‏]‏

وَدِدتُ لما ألقَى بِهِنْدٍ مِنَ الْجَوَى* بأم عبيد زُرْتُ هِنْدَ الأحامِسِ

أم عبيد‏:‏ كنية الأرض الخلاء، يريد تمنيت أن أزورَ المنية بأرضٍ خلاء لما ألقى في حب هذه المرأة، ويقَال‏:‏ هند الأحامس الداهية، قَال‏:‏

طَمِعْتَ بِنَا حَتَّى إذَا مَالَقِيتَنَا * لَقِيتَ بِنَا يا عمرُ هِنْدَ الأحَامِسِ

يعني الداهية

3454- لأَقْنُوَنَّكَ قَنَاوَتَكَ

يُقَال‏:‏ قَنْوَتُ الرجلَ، إذا جازيْتَه، أي لأجزينك جَزَاءك‏.‏

ومثله‏:‏

3455- لأَنْجُزَنَّكَ بِخَيْرَتَك

النَّجيرة‏:‏ حساء من دقيق يُجْعلَ عليه سمن، أي لأفعلنَّ بك ما يُوازيك‏.‏

3456- لأَقِيِمَنَّ صَعَرَكَ

أي مَيْلك، قَال أبو عبيد‏:‏ الصَّعَر مَيْلٌ في العنق في أحد الشِّقَّين، ويكون في الوجه أيضاً إذا مال في أحد شقيه‏.‏

3457- لَقِيتُهُ أدنَى ظَلَمٍ

يريدون أدنى شبَح، والشبح الظل والشخص، قاله أبو عمرو، وقيل‏:‏ أصله من الظلام، والظلام، يستر عنك الأشياء، فكأنه قَال‏:‏ لقيته أولَ مَنْ ستر عنى ما سِوَاه بوقوع بَصَرِى عليه

3458- لَيْسَ عَلَى الشَّرْقِ طَخَاءٌ يَحْجُبُ

الشَّرْقُ‏:‏ اسم للشمس، يُقَال‏:‏ طلع الشرق، ولا يُقَال‏:‏ غاب الشرق، والطَّخَاء‏:‏ السحاب المرتفع

يضرب في الأمر المشهور الذي لا يَخْفَى على أحد‏.‏

3459- لِيَوْمِهَا تَجْرِى مَهَاةٌ بالعَنَقِ

المَهَاة‏:‏ البقر الوحشية، والعَنَقُ‏:‏ ضرب من السَّير‏.‏

يضرب لمن أراد أمراً فأخطأه ثم أصاب بعد ذلك‏.‏

كذا قيل في معنى هذا المثل‏.‏

قلتُ‏:‏ ويجوز أن يُقَال‏:‏ إن قوله ‏"‏ليومها‏"‏ أراد ليوم موتها وهلاكها ‏"‏تجرى‏"‏ أي إلى يومها، فيكون كقولهم ‏"‏أتَتْكَ بِحَائِنٍ رِجْلاَه‏"‏ والمعنى إلى يوم تَهْلِكُ فيه تجرى هذه المَهَاة بعَجَلة وسُرْعة

3460- لَيْسَ بطىءٌ مَنْ بَني أُمِّ الفَرَسِ

قَالوا‏:‏ إن أم الفرس جَوَاد، وكانت لا تَلِدُ غير جَوَاد‏.‏ ‏[‏ص 207‏]‏

يضرب لبنى الكرام

وتقدير الكلام‏:‏ مَنْ ولدته الكرام لا يكون لئيما، كما أن بنى أم الفرس لا تكون بِطاء‏.‏

3461- لَسْتُ بالشَّقَّا وَلاَ الضِّيقَي حِراً

قيل‏:‏ إن جُوَيْرِتين صغيرتين زُوِّجَتا من رجلين، فَقَالت الصغرى‏:‏ ابْتَنُوا علينا، أي اضربوا لنا خَيْمَة نستتر بها من الرجال، فَقَالت الكبرى‏:‏ لا تعجلي حتى نَشُبَّ، فأبت الصغرى، فلما ألحت على أهلها قَالت لها الكبرى هذه المقَالة‏.‏

قلت‏:‏ الشقَّاء‏:‏ تأنيث الأشقِّ من قولك‏:‏ شَقَّ الأمر يشق شَقَّا، والاسم الشِّقُّ - بالكسر - والضِّيقى‏:‏ تأنيث الأضيق، والضُّوقَى‏:‏ لغة، وكذلك الِكيسَى والكُوسَى في تأنيث الأكْيَس، والأصل فيهما فُعْلَى، وإنما صارت الياء واو لسكونها وضمة ما قبلها وأرادت لستُ بالشَّقَّاء أمراً‏:‏ أي ليس أمري بأشَقَّ من أمرك ولا حِرِى بأضْيَق من حِرِك وأنت لا تُبَالِينَ بهزء الناس منك فكيف أبالى أنا‏؟‏

يضرب للرجل ينصح فلا يقبل، فيقول الناصح‏:‏ لست بأرحمَ عليك منك‏.‏

3462- لَنْ يُقْلِعَ الجِدُّ النَّكِدْ إلاَّ بجدِّ ذي الإبِدْ في كلِّ مَا عَامٍ تَلِدْ

الجد النكد‏:‏ القليل الخبر، والإبد، الولود يُقَال‏:‏ أتانٌ وجارية إبِد، أي وَلُود، ولم يجيء على هذا الوزن إلا إبل وإطِل في الأسماء، وإبِد وبِلز في الصفات‏.‏

ومعنى المثل لن يقلع جدُّ النكد إلا وهو مقرون بجد صاحب الأمة التي تلد كل عام، وكون الأمَة وَلُودا حرمان لصاحبها‏.‏

يضرب لمن لا يَزْدَادُ حالُه إلا شرا

3463- لَوْ كَانَ بِجَسَدِى بَرَصٌ مَا كَتَمْتُهُ

قَال أبو عبيد‏:‏ هذا من أمثال العامة

3464- لَوْ كُنْتُ عَنْ نَفْسِى رَاضِياً لَقَلِيْتُكُم

هذا من كلام مُطَرِّفِ بن الشِّخِّير أو غيره من العلماء، يعنى أنه لا يعيرهم ذنبا هو مرتكبه، قَالوا‏:‏ هذا مذهب كثير من السلف في الأمر بالمعروف‏.‏

3465- للْيَدَيْنِ و للْفَمِ

يُقَال هذا عند الشماتة بسُقُوط إنسان، وفي الحديث أن عمر رضي الله عنه أُتى ‏[‏ص 208‏]‏ بسَكْرَان في شهر رمضان، فتعثَّر بذَيْله فَقَال عمرو رضي الله عنه‏:‏ لليدين وللفم‏!‏ أو لْدَانُنَا صِيَام وأنت مُفْطر‏؟‏ ثم أمر به فحُدَّ وأراد على اليدين وعلى الفم، أي أسقطه الله عليهما‏.‏

3466- لَيْسَ لِرَجُلٍ لُدِغَ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ عُذْرٌ

قَالوا‏:‏ إن أول مَنْ قَال ذلك الحارث بن خَزَاز، وكان من قَيْس بن ثعْلَبة، وكان أَخْطَبَ بَكْرىٍّ بالبصرة، فخطب الناس لما قتل يزيد بن المهلب، فحمد الله وأثنى عليه ثم قَال‏:‏ أيها النَّاسُ إن الفتنة تُقْبِلُ بشُبْهة وتُدْبر ببَيَان، وليس لرجل لُدِغَ من جُحْر مرتين عذر، فاتقوا عَصَائبَ تأتيكم من قبل الشأم كالدِّلاَء قد انقطعت أوذامها، ثم نزل، فروَى الناس خطبته، وصار قوله مَثَلاً

3467- لَسْتَ مِنْ غَيْسَاني

ويروى ‏"‏من غساني‏"‏ قَال أبو زيد‏:‏

أي من رِجالي‏.‏

3468- لَبِّدُوا بِالأرْضِ تُحْسَبُوا جَرَائِيمَ

الجُرْثُومة‏:‏ أصلُ الشجرة، يقول الزقوا بالأرض تُحْسَبُوها‏.‏

يضرب في الحث على الاجتماع ويضرب للمنهزمين حين يهزأ بهم

3469- لَنْ يَزَالَ النَّاسُ بِخَيْرِ مَا تَبَايَنُوا، فإذا تَسَاوَوْا هَلكُوا

أي مادموا يتفاوتون في الرتب؛ فيكون أحدهم آمراً والآخر مأموراً، فإذا صاروا في الرتب لا ينقاد بعضُهم لبعض فحينئذ هلكوا، والجالب للباء في ‏"‏بخير‏"‏ معنى فعل، وهو لن يزالوا متصلين ومُتَّسِمِينَ بخير، وقَال أبو عبيد‏:‏ أحسب قولهم ‏"‏إذا تساووا هلكوا‏"‏ لأن الغالب على الناس الشر، وإنما يكون الخير في النادر من الرجال لعزته فإذا كان التساوي فإنما هو في السوء‏.‏

3470- لكِنْ عَلَى بَلْدَحَ قَوْمٌ عَجْفَى

بَلْدَح‏:‏ موضع، وإنما منع الصرف لأته منقول عن الفعل، من قولهم ‏"‏بَلْدَحَ الرجلُ‏"‏ و ‏"‏تبلدح‏"‏ إذا وَعَدَ ولم ينجز، أو لأنه أرِيدَ به البقعة، ومن صَرَفه في غير هذا الموضع أراد به المكان، وقد ذكرت هذا المثل في حديث بَيْهَسٍ في حرف الثاء عند قوله ‏"‏ثكل أرأمها‏"‏ ‏(‏انظر المثل 771 والمثلين 3228 و 3471‏)‏ وأشار بهذا ‏[‏ص 209‏]‏ إلى أن جَدْبَهم بنسبة لذة هذا الخصب الذي هو فيه‏.‏

يضرب في التحزن بالأقارب

3471- لكِنْ بِالأَثَلاَتِ لَحْمٌ لاَ يُظَلَّلُ

هذا أيضاً من كلامه، وقد ذكرته في قصته هناك ‏(‏انظر الأمثال 771، 3228، 3470، ‏)‏

3472- لَئِنْ فَعَلْتَ كَذَا ليَكُونَنَّ بَلْدَةً ما بَيْنِى وَبَيْنَكَ

ويروى ‏"‏بَلْتَهُ‏"‏ من البَلْت، وهو القَطْع، والبلدة‏:‏ نَقَاوَةُ ما بين الحاجبين وخلاؤه من الشَّعْر، والبلدة أيضاً‏:‏ منزلٌ من منازل القمر، وهى فُرجَةَ بين النغائم وسَعد الذابح، يعنى إنْ فَعَلْتَ كذا ليكونَنَّ ما بينى وبينك من الوُصْلَة خلاء، أو ليكونن فعلُكَ سبب قطع ما بيننا من الود‏.‏

يضرب في تخويف الرجل صديقَه بالهجران‏.‏

3473- لَيْسَ عَبْدٌ بأَخٍ لَكَ

قَاله خُزَيم، وقد ذكرته عند قوله ‏"‏إنَّ أخاك ‏(‏انظر المثل 362‏)‏ مَنْ آساك‏"‏

وأراد بقوله ‏"‏ليس عبدٌ بأخ لك‏"‏ أي ليس بمُواخٍ؛ لأن النسب لا يرتفع بالرق، ولكنه يذهب بالأخ إلى معنى الفعل كما ذكره بعضُ النحويين من أن الخَبَر لا بد من أن يكون فعلا أو ماله حكم الفعل، كقولك ‏"‏زيد أخوك‏"‏ تريد مُوَاخِيك أو يُواخيك، فيجرى مجرى قولك ‏"‏زيد يضرب‏"‏ ولهذا لم يكن الاسم الجامد خبراً للمبتدأ نحو قولك ‏"‏زيد عمرو‏"‏ إلا أن تريد به التشبيه أي هو هو في الصورة أو في معنىً من المعاتى‏.‏